ادعموا أطباء غزة.. ملحمة الصمود والتضحيات في مواجهة الموت
في غزة، حيث لا يكاد الليل يختلف عن النهار إلا بانقطاع الكهرباء وعودة أزيز الطائرات، يقف الأطباء على خط النار الأول. هؤلاء الذين لم يختاروا الحرب، لكنهم وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام طوفان من الدماء والأنين والجثث والدمار. في كل مستشفى، في كل قسم طوارئ، وفي كل غرفة عمليات، هناك قصة صمود وحكاية تضحية تستحق أن تُروى.
وجوه منهكة وأيادٍ لا تعرف التوقف
في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، أكبر
مستشفيات القطاع، مشهدٌ يتكرر يوميًا: أطباء يهرولون بين الطوابق، ممرضون يصرخون
بأسماء، أطفال يئنون من تحت الأغطية، وأمهات يبكين بجوار أسِرّة لا تتسع للجميع.
أحد الأطباء، وقد تجاوزت ساعات عمله الـ 48
ساعة دون نوم، يقول بصوت مبحوح:
"لا وقت لنفكر في التعب.. كل دقيقة قد
تعني حياة إنسان أو موته."
هذا الطبيب فقد قبل أيام منزله في قصف جوي، لكنّه رفض مغادرة المستشفى. زملاؤه يروون أنه لم يذرف دمعة واحدة، بل اكتفى بعبارة قصيرة وهو يلبس معطفه الأبيض: "بيتي الآن هنا.. بين هؤلاء المرضى."
عمليات جراحية على ضوء الهواتف
انقطاع الكهرباء المستمر يجعل الأطباء
يضطرون للعمل في ظروف أقرب إلى المستحيل. يروي أحد الجراحين: "أجرينا عمليات
معقدة على ضوء هواتف محمولة.. تخيل أن تبتر ساق طفل بينما تمسك الممرضة الهاتف بيد
وتضغط على الجرح بيد أخرى."
هذه المشاهد لم تعد استثناء، بل تحوّلت إلى
القاعدة اليومية في مستشفيات غزة.
تضحيات تتجاوز حدود البشر
لم تعد التضحيات مجرد ساعات عمل طويلة أو إرهاق جسدي، بل أصبحت دماءً تراق من الأطباء أنفسهم.
- بعض الأطباء استُشهدوا داخل غرف العمليات بعدما استهدفت المستشفيات مباشرة.
- آخرون فقدوا أبناءهم وزوجاتهم، لكنهم عادوا للعمل في اليوم التالي.
- هناك طبيب معروف في غزة استقبل جثمان زوجته وأطفاله بعد قصف منزلهم، ثم عاد بعد ساعات ليكمل علاج الجرحى قائلاً: "أبنائي رحلوا، لكن هناك مئات الأطفال يحتاجون أن أبقى واقفًا."
صوت المرضى وأهاليهم
بين أروقة المستشفيات، تسمع شهادات مؤثرة من أهالي المصابين:
- أم تبكي بجوار سرير ابنها المصاب تقول: "لو لم يكن الطبيب هنا.. لكان ابني بين الشهداء الآن."
- شاب نجا من تحت الأنقاض يشير إلى طبيب جراحة ويقول: "هذا الرجل أعاد لي الحياة.. كنت أودّ أن أقبّل يده لكنه رفض وقال: نحن نفعل ما علينا فقط."
هذه الأصوات لا تعكس مجرد امتنان، بل تكشف عمق الدور الذي يلعبه الأطباء كحائط صد أخير أمام الموت الجماعي.
الأطباء كرمز للصمود
في غزة، الطبيب لم يعد مجرد طبيب، بل أصبح رمزًا للمقاومة الإنسانية.
- هو الذي يرفض مغادرة المستشفى رغم أن القصف يقترب.
- هو الذي يختار أن يبقى بين الجرحى بدلًا من أن يبحث عن مأوى لعائلته.
- هو الذي يعمل بلا راتب، بلا أدوات، بلا ضمانات، لكنه لا يتوقف.
هؤلاء الأطباء يجسدون فكرة أن "الحياة يجب أن تستمر"، حتى لو كان الثمن أرواحهم.
أزمة بلا حدود
الأوضاع الصحية في غزة كارثية:
- أكثر من نصف المستشفيات خرجت عن الخدمة بسبب القصف أو نقص الوقود.
- الأدوية الأساسية كالمضادات الحيوية ومسكنات الألم نفدت.
- أطباء يضطرون لاستخدام الخيوط العادية بدل الجراحية، والمياه الملوثة بدل المعقمة.
ومع ذلك، لم يتوقف العمل للحظة. أحد الأطباء يقول: "إذا توقفنا نحن.. سيتوقف كل شيء. ونحن أقسمنا ألا نسمح للموت أن ينتصر."
لماذا يجب دعم أطباء غزة؟
- لأنهم آخر ما تبقى من الأمل في قطاع يتعرض للإبادة.
- لأنهم يحمون الحياة في مكان تُستهدف فيه حتى الحضانات الطبية لحديثي الولادة.
- لأنهم يعملون في صمت، دون إمكانيات، ومع ذلك يكتبون ملحمة بطولية يومية.
دعوات للدعم
تخرج من غزة ومن العالم العربي دعوات متكررة:
- "ادعموا أطباء غزة.. لأنهم حراس الحياة."
- "كل تبرع، كل كلمة، كل جهد يصل إليهم هو دعم للإنسانية جمعاء."
- "إذا كان الجنود يحملون السلاح، فالأطباء يحملون الضمادات والمشارط، وهم لا يقلون بطولة عن أي مقاتل."
قصص لا تُنسى
- طبيب يجري عملية قيصرية لامرأة حامل أصيبت في القصف، لينقذ جنينها بينما تفارق الأم الحياة.
- جراح قلب يواصل العملية رغم انهيار السقف فوق غرفة العمليات، رافضًا المغادرة حتى لا يموت المريض.
- ممرضة تغطي بجسدها طفلاً جريحًا بعد سقوط شظايا داخل قسم الطوارئ.
هذه ليست مشاهد من فيلم، بل يوميات حقيقية يعيشها الأطباء والممرضون في غزة.
مقترحات عملية لدعم أطباء غزة
- حملات تبرع عاجلة:
- توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
- دعم رواتب الكوادر الطبية التي تعمل بلا مقابل منذ أشهر.
- الضغط الإعلامي والحقوقي:
- فضح استهداف المستشفيات أمام الرأي العام العالمي.
- دعم حملات التضامن عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل.
- دعم نفسي ومعنوي:
- رسائل تضامن مباشرة تُرسل للأطباء عبر الجمعيات والهيئات.
- تغطية إعلامية إيجابية تسلط الضوء على بطولاتهم بدلًا من حصرهم في أرقام.
- شبكات دعم دولية:
- دعوة النقابات الطبية حول العالم لإرسال بعثات دعم متى أمكن.
- إطلاق منصات تواصل بين أطباء غزة وأطباء العالم لتبادل الخبرات والضغط من أجل إدخال المعدات.
تعليقات
إرسال تعليق