أكمل قرطام يطلق صرخة تحذيرية من الداخل: مصر تسير نحو "أزمة سياسية وأمنية خطيرة"

 


أثار مقال كتبه السياسي ورجل الأعمال المصري أكمل قرطام جدلًا واسعًا، بعد أن وجّه فيه انتقادات حادة للوضع السياسي والأمني في البلاد، معتبرًا أن مصر تسير نحو مرحلة "خطيرة" تتسم بانسداد الأفق السياسي وتصاعد القبضة الأمنية.

ماذا قال في مقاله؟

في المقال الذي أحدث ضجة، قال قرطام إن مصر تشهد "تحولًا خطيرًا في مفهوم السياسة"، موضحًا أن "المجال العام لم يعد ساحة للحوار، بل تحوّل إلى آلة قمع لا تسمح بأي اختلاف". وأضاف: "المواطن بات يُلاحق، والشارع أصبح صامتًا، لم نبنِ وطنًا بل حصنًا حول السلطة."

وتابع في انتقاداته: "أجهزة الأمن لم تعد تحمينا، بل تحاصر حياتنا. الشرطة التي كانت رمزًا للأمان تحولت إلى أداة للترهيب. الطوارئ اختفت من الأوراق لكنها في يومياتنا مستمرة."

واستطرد قائلًا: "الكتب التي كنا نقرأها عن حقوق الإنسان صارت حكايات من الماضي، والواقع اليوم يفرض قوانين القبضة الأمنية بلا نقاش."

تحذير من أزمة قادمة

قرطام اعتبر أن استمرار السياسات الحالية سيؤدي إلى "انفجار اجتماعي" إذا لم تتم مراجعة المسار، مؤكّدًا أن البلاد بحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، وفتح المجال أمام حوار حقيقي يشارك فيه الجميع، وليس مجرد شعارات .

ردود الفعل: هل هي صرخة من الداخل؟

يصف مراقبون المقال بأنه صرخة من داخل مصر وليس من معارضة خارجية، وهو ما يمنحه وزنًا سياسيًا خاصًا، خاصة أن كاتبه كان جزءًا من المشهد الرسمي، وشارك في البرلمان، ويعرف تفاصيل إدارة الدولة.

ويرى خبراء سياسيون أن تصريحات قرطام تكشف مخاوف عميقة بشأن هيمنة الأجهزة الأمنية على الحياة المدنية، مشيرين إلى أن تزايد القمع وتقييد الحريات ينعكس سلبًا على صورة مصر خارجيًا، ويؤدي إلى حالة احتقان داخلي.

الخبراء: التحذير في محله

يقول أحد الخبراء إن ما طرحه قرطام "ليس مجرد رأي فردي، بل يعبر عن حقيقة أن الدولة أصبحت تعتمد على القبضة الأمنية كحل وحيد، وهو مسار يهدد الاستقرار على المدى الطويل".

ويضيف خبير آخر أن هذه الرسالة "تتوافق مع تقارير منظمات حقوقية دولية، التي تتحدث عن قيود متزايدة على الحريات العامة، وغياب دور المؤسسات المدنية المستقلة".

فمقال أكمل قرطام وضع النظام المصري أمام سؤال صعب: هل تستمر الدولة في نهجها الأمني المشدد، أم تفتح باب الإصلاحات السياسية وتوسيع المشاركة؟ كما أن الصرخة التي أطلقها قرطام لم تمر مرور الكرام، بل فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول مستقبل السياسة في مصر، وسط مخاوف من أن يتجاوز الاحتقان مرحلة التحذيرات ليصل إلى أزمة حقيقية.

من هو أكمل قرطام؟

أكمل قرطام هو مهندس بترول ورجل أعمال، ورئيس حزب المحافظين السابق، وأحد الشخصيات البارزة التي أسست بعد ثورة يناير كيانات سياسية وصحفية، منها تأسيس جريدة "المصري اليوم". عُرف بانتقاداته لسياسات التهميش وتغوّل السلطة التنفيذية، ودعوته الدائمة لإصلاحات دستورية وتشريعية تحدّ من صلاحيات الأجهزة الأمنية.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا رفض محمود سعد عرض المسلماني؟ الرأي العام والخبراء يجيبون

ماكرون والسيسي وملك الأردن.. طرح لتجريد المقاومة يثير غضبًا عربيًا واسعًا